شجرة التين غير المثمرة
نظر يسوع الي شجرة التين المورقة علي الطريق ينشد ثمرا فلم يجد فلعنها فجفت في الحال لم يلعنها لتكون وقودا تدفئ الأيدي الباردة بل هو قصد ما هو اعظم من ذلك فهو قصد ان يدفئ بها القلوب الجامدة
من هي الشجرة ؟
كانت الشجرة المورقة العقيمة من الثمر رمزا للأمة اليهودية التي حفظت الشريعة عن ظهر قلب و تممت الطقوس بدقة فائقة و تمسكت بالشكليات الي ابعد حد و كانت شجرة خضراء و جميلة و لكن ليس فيها ثمر.
كل معجزات المسيح السابقة كانت بدافع المحبة و ذات ثمر المحبة ، فلماذا اذن هذه المعجزة بدت و كأنها تأديبية لخليقة لا تحس ولا تشعر؟ و بلا ذنب اقترف ؟
واضح ان في هذا العمل نوعا من الرمزية المستترة و له علاقة شديدة ببكائه علي اورشليم و تنبئه بخرابها ، فالمسيح بلعن الشجرة لم يزد عن مجرد اعلان وفاة قبل الحدث ، فهذه الامة اليهودية رفعت يدها علي جابلها تتوهم ان بقتله تستقل عن خالقها ، فحكمت علي نفسها بالهلاك لتخرج من دائرة ملكه قبل ان ينصب هو ملكا علي الصليب
انظر يا أخي ، لئلا تكون شجرة خضراء نمت في تربه قليلة العمق ، فأخضرت و اورقت ، و اذ ليس لها عمق طلعت الشمس و ضربتها و الجفاف مصيرها ، عمًق نفسك لئلا يكون تعبك باطلا ، ارسل جذورك قبل ان تُخرج اوراقك ، طهر نفسك من كل دنس و رياء و خطايا و تأصًل في معرفة الله حينئذ تقوي علي شمس التجارب .
الرب جوعان الي ثمارك اما اوراقك فهي مره لا توُكل و لن ينتفع منها احد بشئ .
لم يلعن المسيح شيئا قط لم يشأ ان تنزل نار من السماء و تأكل المضادين كما أشار عليه احد التلاميذ . لم يلعن ضاربيه او صالبيه ، بل كان مبدأه دائما فتيلة مدخنة لا تطفأ ، و قصبة مرضوضة لا يقصف لكنه لم يحتمل التينة الكاذبة غير المثمرة .
المصدر كتاب ساعه بساعه مع اناجيل أسبوع الالام للاب متي المسكين