افرح وقت الضيق
كلنا نشتهى الراحه.........
لكن فى طريق الحياه كثيراً ما نجد الالم والحزن ...
ولان النفس تقتات على الفرح سرعان ماتنحنى وتذبل امام عواصف الضيق ، ثم تنطوى وتنعزل باكيه مكسوره
هل رأيت ورده جميله من قبل ؟
بلا شك ...
لكن ... هل
تعلمت منها درساً هاماً ؟
ان الورده لها لون جذاب ورائحه عطره ومظهر خلاب ، ولكن لها ايضاً ساق مملوء بالاشواك ..
ترى ... هل يمكن ان يجتمع الجمال والالم فى نفس المشهد ؟ هذا الدرس الثمين نتعلمه من مشاهدة زهرة صغيره ...
لكن هناك مشهد اروع يحكى نفس المغزى ، شاهده يوحنا الرائى فى السماء : " ولما اخذ السفر خرت الاربعة الحيوانات والاربعه والعشرون شيخاً ( قسيساً ) امام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملؤه بخوراً هى صلوات القديسين " ( رؤ 5 : 8 )
1 – القيثاره : ( العود ) اله وتريه تعود فى قدمها الى لامك بن قايين ( تك 4 : 21 ) وكانت تستخدم عبر العصور للترنيم والتسبيح زالعباده ( مز 23 : 2 ، 43 : 4 ، 150 : 3 )
2 – الجام : وعاء معدنى مسطح وقليل العمق كان يستخدم لوضع الجمر المتقد بالنار .. والنار هنا اشاره للالام والاحزان والضيقات ..
ترى ... هل يمكن ان تترنم الالسنه ، والقلوب ملتهبه بالضيق والانين ؟
وهل يمكن ان ترتسم البسمه على الشفاه والاعماق تحترق بنار الاسى ؟
ان هذا المشهد السماوى الحلو يقودنا لتأملات كثيره عن الحزن الخلاق ، وكيف يستطيع الايمان ان يقهر الالم ..
لاحظ معى ياصديقى ترتيب الرؤيا ...
لقد انتبه الرسول يوحنا الى القيثارات ( الفرح ) وتحدث عنه قبل ان يتحدث عن الجامات ( الالم والضيق ) وهذه الحقيقه غاية فى الاهميه ..
لاتوجد تجربه يعدها لك الله الا ويصاحبها نعمه خاصة لك تسبق التجربه نفسها لتسندك فى عبورها " سيجعل مع التجربه المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا " 1 كو 10 : 13
الله ليس انسان مثلنا يفاجأ بالمشكله ، ثم يفكر فى الحل ، ويحاول مواجهتها مره تلو الاخرى ،
انما الله – تبارك اسمه – هو صانع التاريخ ، وقائد الزمن ، لا يحدث شئ دون رغبته وارادته وسماحه ..
الله يرى الاحداث كامله ، ويرتب حدوثها قبل ان تتابع مشاهدها على ارض الواقع
كون الالم يظهر اولا ، ثم يظهر الخلاص منه ، هذا هو التاريخ .. اما فى الايمان – ابو التاريخ وسيده – نحن نرى الخلاص اولاً قبل ان نرى التجربه !
ايها الحبيب : اذا تعلمت ان ترى قيثارات الخلاص والفرح ، قبل جامات الالام ، سوف تغدو مبتهجاً سعيداً واثقاً ومنتصراً
ما اجمل القلب الشاكر والمرنم وسط الحزن ، ومااجمل قيثارات التسبيح على مسامع الرب ، انها تفرح قلبه وتؤكد له ان صليبه لم ينتهى بغروب شمس يوم الجمعه الكبيره ، بل ظل قائماً فى قلوب اولاده الشاكرين والخاضعين لتدبيره الحكيم المبارك ، مهما كان مؤلماً
ترنم وانت فى وسط الاتون بمواعيد الله الثابته ، فأنت ترى ما لا يراه سواك بروح الايمان ، ترى ابن الله نفسه وهو يؤازرك ويحمل عنك المك ويمسح كل دمعه من عينيك ( رؤ 7 : 17 )
كتاب كيف تقهر الالم – د . مجدى اسحق