الخدمة هى امتلاء وفيض
إن الناقص لا يمكنه أن يفيض . بل يمتلئ أولاً ثم يفيض على غيره . أنظروا إلى الأثنى عشر رسولاً كمثالٍ وكيف أعدّهم السيد المسيح للخدمة : لقد قضوا مع السيد الرب أكثر من ثلاث سنوات يمتصون الحياة منه .. من
المعلم الصالح ، أكبر وأعمق معلم عرفته الأرض ، يأخذون دروساً من قدوته ، من تعاليمه النقية الخالصة ، ومن تطبيقاته العملية ، مع وسائل إيضاح عجيبة ، تتمثل فى الآيات والعجائب ، وفى طريقة المسيح فى الخدمة . وكانت الدروس كل يوم وكل ساعة ، إذ كانوا يعيشون مع المسيح بإستمرار ومع كل هذا قال لهم " لا تبرحوا أورشليم حتى تلبسوا قوة من الأعالى " (لو 24 : 49) " ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم . وحينئذ تكونون لى شهوداً " (أع 1 : 8) .. ولما حل الروح القدس عليهم فى يوم الخمسين ، بدأوا خدمتهم بهذا الأمتلاء ، ففاضوا من روحهم على المسكونه كلها ...
بل كان الأمتلاء من الروح القدس شرطاً لأختيار الشمامسة السبعة (أع 6 : 3) .
وأنتم أيها الأحباء : هل أمتلأتم من الروح القدس ، حتى يقيمكم الرب على خدمة أولاده ؟ ولعلكم تسألون : ما مقياس هذا الأمتلاء ؟ على الأقل هو ظهور ثمار الروح فى حياتكم (غل 5 : 22 ، 23) ولا أجسر أن أقول مواهب الروح ، فهى مستوى عالٍ ربما ليس لكل أحد ...
أنتم تدرسّون أطفالاً . والطفل فى سن يتميز بأنه يلتقط الحياة ويقلد .. وربما ينسى الأولاد كلامكم . ولكنهم لا ينسون حياتكم . فهل أنتم ينبوع حياة لهم ؟ أم بلا تأثير ؟ أم ينبوع عثره ؟ حاشا ...
المرجع : كتاب الخدمة الروحية و الخادم الروحى (الجزء الأول) .
الكاتب : قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث .