الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية
إن الأولاد الذين تركهم الله أمانه فى أعناقنا ، فسوف يسألنا عنهم واحداً فواحداً : ماذا فعلنا فى بنيانهم الروحى ؟ . الخدمة إذن مسئولية أمام الله والكنيسة ومسئولية خطيرة ... وفى خطورتها أقول الآتى اعلموا أن الخادم منكم ، ربما يكون المصدر الوحيد لتعليم الدين فى هذه الفترة من حياة تلاميذه .
ربما لا يجدون فى البيت ولا فى المدرسة ولا فى المجتمع مصدراً آخر يغذيهم روحياً . وكذلك الكنيسة تركت هذه المسئولية إليكم ، لتقوموا بها ، واعتمدت عليكم فى ذلك ...
فإن لم يجد الأولاد الغذاء الروحى فى الكنيسة على أيدى خدامها ، فقد تضيع حياتهم بسبب إهمال الخدام !! إذن مصير الحياة لهذا النشئ لهذا الجيل الصاعد تتوقف على مدى أمانة الخدام : هل سيشعلون قلوبهم بمحبة الله ، ويملأون عقولهم بالمعرفة الدينية السليمة ، أم سيخرجونهم فارغين ، تقف أرواحهم إلى الله من الفراغ الذى عاشوه ، لأن مدرسيهم فى التربية الكنسية لم يهتموا بهم ..
ترى هل سيقول الله للخادم " نفس تؤخذ عوضاًعن نفس " .
وذلك حين يحاسب الخادم قائلاً له " أعطنى حساب وكالتك " ( لو 16 : 20) . قفوا إذن بخوف أمام الله . وتذكروا بإستمرار أن الخدمة ليست مجرد نشاط ، إنما هى مسئولية . هى وزنة لابد أن نقدمها لله بربحها (مت 25) .
المرجع : كتاب الخدمة الروحية و الخادم الروحى (الجزء الأول) . الكاتب : قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث .